“الذكاء الإصطناعي: الخيال العلمي في مواجهة الواقع “
هل سيخرج الذكاء الإصطناعي بالكامل من عالم الخيال العلمي ويبدأ في تغيير كل شيء؟
ترجمة منال حمام و سناء الواعر عن النسخة الأصلية بقلم كاسي كوزيركوڤ.
.فإنني غالبا ما أجد نفسي أتفادى هذه النوعية من الأسئلة ChatGPT بما أن الجميع يتحدث عن تطبيق.
هل سيخرج الذكاء الإصطناعي بالكامل من عالم الخيال العلمي ويبدأ في تغيير كل شيء؟
ما يجعلني أتفادى هذا السؤال هو أن هناك تسلل لأيادٍ خفية للتيقن من إجهاض أي نقاش مهم قبل ولادته. ويعود ذلك إلى أن اللغة مستعصية وإلى أنه لا يوجد قانون ضد الأشخاص الذين يستخدمون نفس الكلمة ليعبروا بها عن معان مختلفة في سياقات مختلفة. ولكن دعني أطرح هذا السؤال.
لا يوجد قانون ضد الأشخاص الذين يستخدمون نفس الكلمة ليعنوا بها أشياء مختلفة في سياقات مختلفة. ذلك ما يحدث حين يتم الحديث عن الذكاء الإصطناعي هذه الأيام.
دعونا نلقي نظرة على بعض الطرق التي يستخدم فيها الناس مصطلح الذكاء الإصطناعي للتحدث إلى بعضهم البعض عندما نرى هؤلاء على حقيقتهم، فإن الإجابة على سؤالنا الموارب ستنكشف في ضوء النهار
المعنى الأول: الذكاء الإصطناعي المختلق من قبل القراء
مفهوم الذكاء الإصطناعي الذي ستجده في صفحات روايات الخيال العلمي هو مختلق بالكامل! ففي معظم الأحيان تلعب في السرد نفس دور الكيانات المخيفة كالشياطين ، الكائنات المستنسخة ، أنصاف الألهة ، الكائنات الفضائية ، الغولم ، الأرواح ، الحيوانات الناطقة ، والدمى المتحركة وبشكل جد مقنع — ذلك يجبرنا على مواجهة حقيقة أننا بشر. آمل ألا يفاجأ أحد بعدم وجود نسخة شريرة من الذكاء الإصطناعي
لا أريد أن أخيب ظنك، لكن HAL 9000 القاتلة لن تقوم بقيادة سفينتك الفضائية في أي وقت قريب
الخيال العلمي ببساطة هو “خيال” لأنه لم يتفوق على التكنولوجيا ، لنعد صياغة هذا السؤال حتى نتفادى التكرار : هل بإمكان كل إصدار للذكاء الإصطناعي في شكل خيال علمي أن ينفصل عن الذكاء الإصطناعي بالكامل ؟ لا. سيستمر الخيال العلمي في الكتابة عن “غدٍ “ جديد
لا وجود للنسخة العدائية الشريرة المتاخمة للإنسان من الذكاء الإصطناعي
أنا من ذلك النوع المتعصب من الناس الذين يعتبرون أنه من الجرم أن تتحدث عن الذكاء الإصطناعي من دون التعريف بوضوح ما تعنيه لك هذه الكلمات “الذكاء الآلي” ، و “الإحساس” ، و “الوعي” ، و “التفرد” . فليس من اللطيف أن تقود نفسك (أنت ومتابعيك) إلى نوبة غضب بقول أشياء لا معنى لها ، ولكن للأسف هذا ما تؤول إليه الكثير من المناقشات حول هذه الموضوعات.
أما فيما يتعلق بصنع إنسان صناعي يحمل رغباتنا ومشاعرنا ونقاط ضعفنا… فلم قد يرغب أي شخص في فعل ذلك؟
إذا توقفت للحظة وفكرت في الأمر، فستجد أنه مشابه جدا لحبكة في رواية أكثر من كونه هدفا جادا. بصرف النظر عما إذا كنت رقيق القلب أو قاسيا، إن كنت تريد آلات يمكن أن تكون ذات فائدة لك و/ أو للبشرية ، فعليك أن تختار صناعتها بدون أنانية و لا أي صفات سلبية في الطبيعة البشرية. لذلك إذ ا كنت بحاجة إلى المزيد من البشر، إشتر لي شرابا حتى أشرح لك كيف تم صنعها بالضبط.
من المؤكد أن هناك أسبابًا قوية تدعوا للقلق بشأن الذكاء الإصطناعي ، لكن الأشياء المتعلقة بنظرية الوادي العجيب من نوع” إنه يذكرني بنفسي“ فهي مشتتة. نظرًا لأنني سأحتاج إلى مشاركة مدونة منفصلة كاملة لشرح ذلك، فقد قمت … بكتابة مدونة منفصلة لك هنا.
المعنى الثاني: ما يتحدث عنه علماء البيانات مثلي
في التكنولوجيا ، نستخدم مصطلح “AI “للإشارة إلى “طريقة معينة لتحويل البيانات إلى شفرة كمبيوتر “. عندما ترى شخصًا يقوم بأتمتة مهمة باستخدام أنماط في البيانات دون البحث عن الإجابة مباشرة، فمن المحتمل أنه يستخدم التعلم الآلي لحل مشكلته. إذا كان نوعًا معينًا من “خوارزمية التعلم الآلي” ، فمن اللائق تسميته AI ، على الرغم من أن قواعد السلوك لم تمنع أبدًا بعض الشركات الناشئة في الذكاء الإصطناعي من إستعمال جمل الشرط الثالث (أنت تعلم عمن أتحدث)
إذا كنت ترغب في التعرف على الذكاء الإصطناعي الحقيقي ، فراجع هذا المقتطف من دورة التعلم الآلي الخاصة بي على اليوتيوب.
إذن، هل خرجت هذه النسخة من الذكاء الإصطناعي بالفعل من عالم الخيال العلمي؟ بالتأكيد ، لأنها لم تدخلها أبدًا. حتى قبل إطلاق جميع تطبيقات الذكاء الإصطناعي التي نستخدمها كل يوم، حيث أن الأشخاص الذين يقومون بعمل جاد عليها يطلقون عليها إسم الذكاء الإصطناعي ، مدركين تمامًا أنهم لم يخلقوا أي شيء من شأنه أن يجتاز محبي الخيال العلمي أو أساتذة علم الأعصاب. إنه مجرد إسم لامع لبعض الرياضيات. أليس الجناس ممتعا؟
ولكن كما إتضح ، فإن هذه العملية الحسابية مفيدة للغاية! إنها تتيح جميع أنواع التطبيقات المثيرة للإهتمام ، وتتفاعل معها كل يوم. لقد قاموا “بتغيير كل شيء” على مدى العقد الماضي ، من هواتفنا الذكية والحواسيب المحمولة إلى سياراتنا ومنازلنا. هذا النوع من الذكاء الإصطناعي هادئ ومتواضع ، ويجعل حياتنا أكثر راحة بدون لفت الإنتباه إليه.
في كل مرة أرى شخصا يرسب في إختبار التورينج, فإن ذلك يخبرني الكثير عن الشخص أكثر من الآلة
ويصادف أن تكون هذه الرياضيات نفسها مفيدة لمعالجة البيانات السمعية والبصرية، لذا فهي مكون قوي لجميع الحيل السحرية التي قد تحتاجها لخداع السذج وجعلهم يعتقدون أنك قمت ببناء كائن حساس. ولكن في كل مرة أرى فيها شخصًا ما ”يفشل“ في اختبار تورينج ، فإن ذلك يخبرني كثيرًا عن الشخص أكثر مما يخبرني عن الجهاز.
فقط لأن التحريك الذهني يبدو حقيقيًا بالنسبة لك لا يعني أن السحر حقيقي. فقط لأنك لا تستطيع إخبار الآلة بأنها ليست إنسانًا لا يعني أنها واعية. أنا مندهشة دائما من عالم يمكن أن يتعايش فيه السحرة المحترفون مع إختبار تورينج
أخيرا، سيكون من الخطأ عدم ذكر المثالين المتبقيين من المتجانسات المتداخلة في هذا القسم — الذكاء الإصطناعي المرتبط بالأوساط الأكاديمية والذكاء الإصطناعي المرتبط بالصناعة. إذا كنت مهتمًا بالإطلاع على الفرق بين هذه المتجانسات ، فاطلع على الشرح الخاص بي في لماذا تفشل الشركات في الذكاء الإصطناعي.
أسئلة مهمة:
هل سيخرج الذكاء الإصطناعي بالكامل من عالم الخيال العلمي ويبدأ في تغيير كل شيء؟” الإجابة غير مطلقة في كلتا الحالتين. ستجيب بالنفي ببساطة عن طريق تذكير نفسك بأي تعريف معقول للخيال العلمي وستجيب أيضا بالنفي لأن الذكاء الإصطناعي التطبيقي لم يكن له علاقة كبيرة بإصدار الخيال العلمي لهذه الألفية على الأقل.
أكثرما يثير الجدل هو وجود مجموعتين تتحدثان عن أهداف متقاطعة دون تحديد شروطهما. عوضا عن هذا، إسمحوا لي أن أحاول إستخالص بعض الأسئلة المثيرة للجدل بشكل صحيح من هذا الخليط المتجانس
- هل ستتمكن شعبية الذكاء الإصطناعي العملي من القضاء على الذكاء الإصطناعي للخيال العلمي؟ أستطيع أن أرى حجة مفادها أن المصطلح أصبح بسيطا جدا ليكون مقنعًا … ربما في يوم من الأيام سيكون من الصعب أخذ مناهضي الذكاء على محمل الجد. هل سيحتاج كتاب الخيال العلمي إلى البحث عن كيانات أخرى لملء وديانهم العجيبة؟ تخميني هو لا — إذا كانت الدمى المخيفة جيدة بما يكفي لمجتمع الخيال، فمن الواضح أن كل شيء سيكون على ما يرام — ولكن ما رأيك؟
- هل قام منشؤ حلول الذكاء الإصطناعي العملية بالشيء الصحيح من خلال السماح لفرق التسويق الخاصة بهم بالإستفادة من ضجيج الخيال العلمي من أجل تأمين التمويل وجذب الإنتباه؟ ما مدى الإختلاف الذي يمكن أن يكون عليه التقدم التكنولوجي إذا تمسكنا بمصطلحات مثل ”المبالغ الموزونة الطبقية لتحويلات البيانات غير الخطية ” بدلًا عن العبارات البراقة مثل “الذكاء الإصطناعي” و “الشبكات العصبية”؟
- هل يجب أن ندع الطبيعة تأخذ مجراها ونسمح للعامة بالإستمرار في الخلط بين الذكاء الإصطناعي العملي والذكاء الإصطناعي للخيال العلمي ؟ أم أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر جدية في تثقيف الناس حول الإختلافات بين الإثنين؟
- إذا كنت مهتمًا بأفكاري حول سبب خطورة الخلط بين المجتمعين ، فاطلع على منشور مدونتي بعنوان ”إنس الروبوتات، إليك كيف سيساعدك الذكاء الإصطناعي
أنا متحمسة لسماع أفكارك وأنت تستوعب هذه الأسئلة الصعبة — إنضم إلى المناقشة هنا.
شكرا للإطلاع, ماذا عن دورة تكوينية في الذكاء الإصناعي؟
إذا أعجبك المقال وكنت تبحث عن دورة تدريبية تطبيقية للذكاء الإصطناعي مصممة لتكون ممتعة للمبتدئين والخبراء على حد سواء، فإليك الدور ة التي ألفتها من أجل التسلية: